کد مطلب:239456 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:134

و ها نحن أمام نصوص اخری
و كذلك نری هیبة الامام (ع)، و قوة شخصیته، فی موقفه مع الفضل ابن سهل - أعظم رجل فی البلاط العباسی - و ذلك عندما طلب منه الفضل كتاب الضمان، و الأمان ؛ حیث أوقفه ساعة، ثم رفع رأسه الیه، و سأله عن حاجته؛ فقال : « یا سیدی ... الی أن قال الراوی : ثم أمره بقراءة الكتاب - و كان كتابا فی أكبر جلد - فلم یزل قائما حتی قرأه !! الخ .. » [1] .

ثم رأینا المأمون عندما قتل الفضل بن سهل ذالرئاستین، و شغب علیه القواد و الجند، و من كان رجال ذی الرئاستین . و قد جاءوا بالنیران لیحرقوا الباب علیه، لیصلوا الیه - قد رأینا - كیف هرع الی الامام، یطلب منه أن یتدخل لانقاذه ؛ فخرج (ع) الیهم، و أمرهم بالتفرق ؛ فتفرقوا .. یقول یاسر الخادم : « فأقبل الناس و الله، یقع بعضهم علی بعض، و ما أشار لأحد الا ركض، و مر ، و لم یقف .. » [2] و نجا المأمون بذلك بجلده، و احتفظ بحیاته..

و فی كتاب العهد الذی كتبه المأمون بخط یده - كما صرح به كل من تعرض له - فقرات تدل علی سجایا الامام، و علی مركزه، و شخصیته، یقول المأمون عنه : « .. لما رأی من فضله البارع، و علمه



[ صفحه 147]



الناصع، و ورعه الظاهر، و زهده الخالص، و تخلیه من الدنیا، و تسلمه من الناس .

و قد استبان له ما لم تزل الأخبار علیه متواطیة، و الألسن علیه متفقة، و الكلمة فیه جامعة، و لما لم یزل یعرفه به من الفضل یافعا، و ناشیا، و حدثا، و مكتهلا الخ ... » و كتاب العهد مذكور فی أواخر هذا الكتاب..


[1] أعيان الشيعة ج 4 قسم 2 ص 139، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 163 ،162 و البحار ج 49 ص 168، و مسند الامام الرضا ج 1 ص 88.

[2] المناقب ج 4 ص 347، و روضة الواعظين ج 1 ص 273 ، و كشف الغمة ج 3 ص 70، و الكافي ج 1 ص 491 ،490، و أعلام الوري ص 324، و أعيان الشيعة ج 4 قسم 2 ص 140 ،110، طبعة ثالثة، و عيون أخبار الرضا ج 2 ص 164، و ارشاد المفيد ص 314، و البحار ج 49 ص 169، و معادن الحكمة ص 183، و شرح ميمية أبي فراس ص 199 ،198.